حمو النقاري وجهوده المنطقية في الجامعة المغربية
بقلم: الدكتور أحمد الفراك[1]
تقديم
من مميزات الدرس الفلسفي المغربي أنه درس عريق، إذ يعود في بداياته إلى الاطلاع المبكر للعلماء المغاربة على التراث الفلسفي اليوناني وشروحه العربية (مع ابن سينا والفارابي والغزالي وابن رشد وابن باجة وابن طفيل)، ومنه الدرس المنطقي حيث تم استثماره في إنتاج المعرفة العلمية في مجموعة من الحقول العلمية: العقيدة وأصول الفقه والبلاغة وغيرها، ولا تزال الخزانة المغربية تحتفظ بثروة مخطوطة من النصوص الفلسفية والمنطقية التي تفاعلت بشكل مبكر مع الفلسفة اليونانية، وخاصة المنطق[2]، حيث رد علماؤنا الكبار تلك الفتوى المشتهرة في تحريم الاشتغال بالمنطق، بل شجعوا الاشتغال بالمنطق والفلسفة جنبا إلى جنب مع باقي العلوم والمعارف، ونظموا منظومات وأرجوزات كثيرة في تعلم المنطق وتعليمه، وجعلوه ضمن البرامج التعليمية المعتمدة منها[3]. وإن أهمل الباحثون الأجانب[4] والعرب[5] جهود المغاربة في المنطق.
في المكتبة الحسنية والمكتبة الوطنية بالرباط نجد نسخا نادرة جدا، مثل “كتاب أفلاطون، وفيه تصحيحات جابر وأقواله”، لأبي موسى جابر بن حيان الكوفي (ت200ه)، وكتاب “حكم فلاسفة اليونانيين لذي القرنين” لمؤلف غير مذكور، ولعله كتاب: “السياسة في تدبير الرياسة” لأرسطو، وكتاب قانون السياسة في تدبير العقل والرياسة” لأرسطو(322ق.م)، ومقالة في علم الفراسة لأرسطو، وكتاب العشرة مفاتيح” لديموقريطس الفيلسوفي (459 ق.م)،و“الشفاء في الحكمة” لابن سينا (ت428ه)، و“مقاصد الفلاسفة” للغزالي (ت505ه)، ومنها كتاب “أسهل الطرق إلى فهم المنطق” للحسن بن علي الماجري (ت668ه) وهو أول مغربي مسلم كتب في المنطق الصوري، وإيساغوجي (الكليات الخمس) لأثير الدين الأبهري (ت663ه)، وإيساغوجي لإبراهيم البقاعي (ت885ه)، و“الكليات في المنطق” لابن البناء العددي المراكشي (ت721ه)، وتحرير القواعد المنطقية في شرح الرسالة الشمسية لقطب الدين محمد الرازي البويهي المعروف بالقطب التحتاني (ت766ه)، والخريدة في المنطق لعبد الرحمن بن الحاج السلمي (ت1232ه)، بالإضافة إلى عشرات الشروح والتقييدات والتعليقات على نظم السّلم المنورق وإيساغوجي والشمسية وعلى غيرهم، وعدد كبير من النصوص ضمن تملُّكات العلماء والأعيان المغاربة.
هذا عن أصالة البحث الفلسفي والمنطقي في المغرب، فماذا عن الدرس الفلسفي والمنطقي اليوم؟
أولا: المنطق في الجامعة المغربية
لا شك أن هناك جهودا كبيرة من أساتذة وباحثين بُذلت -وما تزال- في سبيل استئناف الدرس المنطقي في الجامعة المغربية[6]، سواء منها التي أوقفت المنطق على المحصول القديم (تقليد بيداغوجي في جميع المدارس العتيقة) أو تلك التي انفتحت على الدرس المنطقي المعاصر، إلا أن مرحلة الثمانينات إلى اليوم عرفت تقدما غير مسبوق بفضل مجهودات المدرسة المنطقية التي يعد الأستاذ طه عبد الرحمن أبرز روادها، رغم ما كان يكابده من عوائق من طرف دعاة التقليد وضحايا الإديولوجيا الإقصائية، يقول عن هذه المعاناة “قمتُ بتدريس مادة المنطق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط رغم ما كنت أجده من صعوبات وتحديات في تطبيق برنامجي في المنطق داخل الجامعة، وخصوصا أنه لأول مرة يُدرَّس ويُعرَّب المنطق الحديث في الكلية، فساهمت بقوة في ترسيخ تدريس علم المنطق داخل الجامعة المغربية وفي تعريبه”[7]، كما أضاف في اللسان والميزان “شعرنا حينذاك بأتن عبئا ثقيلا يتوجب علينا النهوض به كاملا، وهو “إخراج التدريس المنطقي العربي بالجامعة المغربية من صورته التقليدية والمضيقة إلى صورة حديثة وموسعة، ولما كان القيام بهذا الواجب على أتمه يفضي حتما إلى إحداث منعطف جديد في تدريس المنطق بكليتنا يفصل بين جيلين اثنين: جيل المنطق التقليدي وجيل المنطق الحديث، فما أن أبدينا الاستعداد لتولي هذه المهمة في جانبيها التّحديثي والتّوسيعي، حتى اصطدمنا بعقبات متواليات، بعضها واجه إرادتنا في التحديث وبعضها الآخر واجه إرادتنا في التوسيع”[8].
صيحة طه عبد الرحمن هاته التي ضمنها مقدمة كتابه “اللسان والميزان” تلقفها حمو النقاري مستوعبا ومُبدعا، ومعه ثلة من الأساتذة والباحثين وما لا يحصى من الطلبة في الجامعات العربية والأجنبية. جنبا إلى جنب جهود نخبة معتبرة من الباحثين المتميزين، نذكر منهم ابن مدينة القدس الدكتور نبيل الشهابي أستاذ المنطق وفلسفة العلوم، بكندا، وبالولايات المتحدة الأمريكية، قبل انتقاله إلى التدريس بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، وله بها عدة إسهامات تضاهي في جدتها ودقتها إنتاجات كبار المتفلسفة العرب، وتشهد له دراساته العلمية ومنها ما نشر بمجلة “البنية المغربية”، ودراسات في قضايا التحليل النفسي. وقد التحق بكلية التربية؛ قسم التفسير (الفلسفة) بجامعة طرابلس، أوائل الثمانينيات، ومنه إلى الآخرة رحمه الله. ويعتبرُه طه عبد الرحمن “أحد أهم أساتذة ومؤرخي المنطق، وأحد أبرز أعمدته في المجال العربي”، كما ذكره في إحدى مؤلفاته واصفا إياه بـ “الأستاذ المحنك”.
بالإضافة إلى جهود أساتذة المنطق في الجامعات المغربية أمثال المرحوم جمال الدين العلوي[9]، والأستاذ عبد العلي العمراني جمال[10]، وأستاذي محمد المرسلي، وأستاذي حسان الباهي، والمرحوم خالد بوزوبع فنان، والأستاذ يوسف تيبيس، والأستاذ سعيد بنتاجر، والأستاذ رشيد الراضي، وعشرات الباحثين ممن يتعذر إحصاء أسمائهم. وسأركز في هذه الورقة وبهذا المناسبة على جهود أحد الباحثين الجادين من هؤلاء المناطقة المغاربة، وهو أستاذي الدكتور المنطيق حمو النقاري الذي درست معه وحدات المنطق خلال سنوات الإجازة والسلك الثالث.
في حوار منشور طُرح السؤال الآتي على النقاري:
تشهد الساحة الفلسفية المغربية نشاطا ملحوظا، فما نظرتكم لهذه الممارسة الفلسفية حاليا؟
فكان جوابه تفصيليا في توجهات الدرس الفلسفي المغربي عموما، وفي موقع اجتهاداته هو المنطقية والفلسفية ضمن حقول اشتغال متفلسفة المغرب المعاصرين:
“الحديث عن الممارسة الفلسفية المغربية في الوقت الراهن، حديث يمكن أن نميز فيه جملة من التوجهات، متفاضلة من حيث قيمتها العلمية، ومن حيث حديثها، ولن أدخل في مسألة التقويم، أو التقييم، فهذه مسألة تبقى للتاريخ فهو الوحيد الذي يمكن أن يحكم عليها.
من هذه التوجهات يمكن أن نذكر بعضا مما تعرفه الساحة الفلسفية المغربية المعاصرة:
– أولا توجه يستثمر الفلسفة والتراث في الإبداع الروائي، وهو استثمار له أهداف وغايات لا داعي للخوض فيها، أدخل في هذا المجال إبداعات الأستاذ بنسالم حميش، وإبداعات الأستاذ أحمد توفيق.
– التوجه الثاني في الممارسة الفلسفية المغربية المعاصرة هو توجه تهم فيه مسألة تقريب الفلسفة الحديثة، في انتمائها الفرنسي أساسا، وهذا التوجه يتمثل في جملة من الكتابات التقريبية للفلسفة الغربية، يطغى في هذا التوجه البعد التأريخي للفلسفة.
ولعل المثير للانتباه في هذا التوجه هو الخصاص في القدرة على استيعاب النصوص الفلسفية الغربية في لغاتها الحقيقية، فلا يبعد أن تجد من يتحدث عن الفلسفة الفرنسية الحديثة المعاصرة، ويكتب فيها، وهو لا يتقن الفرنسية، ويفهمها فهما خاطئا، تنقلب فيه الدلالات والمعاني، وبالتالي المقاصد، ولا يبعد أيضا أن تجد من يكتب في الفلسفة الألمانية، وهو لا يعرف الألمانية، وهكذا دواليك. هذا التوجه الذي تبرز فيه الانشغالات بالفلسفة الحديثة ربما هو في بدايته، قد يؤدي إلى ظهور أسماء لها مكانها في تقريب هذه الفلسفة، من جهة استيعاب مضامينها بوجوهه الحقيقية. ومن جهة تقريبها للمتلقي العربي بوجوه حقيقية وسليمة أيضا.
– توجه فلسفي آخر تشهده الساحة الفلسفية المغربية، يبرز فيه الاهتمام بالفكر العربي المعاصر، وهذا التوجه تطغى فيه – في نظري – اعتبارات صحفية، وسياسية ظرفية، ولا يمثله إلا قلة من الأشخاص.
– توجه آخر تبرز فيه الانشغالات بالقضايا الفكرية الإسلامية العربية القديمة، سواء في جانبها الفلسفي أو في جانبها الأصولي والتصوفي، وهذا التوجه في نظري يفضل بكثير، التوجهات المذكورة سابقا.
– توجه فلسفي آخر تشهده الساحة الفلسفية المغربية، وهو توجه تبرز فيه الانشغالات المتعلقة بمسائل الإبستيمولوجية، ومسائل تاريخ العلوم، وهو توجه يعطي الآن ثمرات أعتقد أنها ثمرات نافعة ومنتجة، وهذه الثمرات تشهد لها المؤلفات الجماعية التي تصدرها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ويكفي المرء أن يطلع على هذه المؤلفات الجماعية، ليدرك جديد العمل، وطابعه المتأني والمتريث، والمستشرف للمستقبل.
– أخيرا نجد في الممارسة الفلسفية المغربية المعاصرة توجها يغلب عليه الهم الانتقادي من جهة، والتنظيري من جهة ثانية، ويكفي هنا أن نشير إلى أعمال الأستاذ محمد عابد الجابري وأعمال الأستاذ طه عبد الرحمن، فهما الممثلان لهذا التوجه الأخير، التوجه الانتقادي التنظيري.
وبالمناسبة، وكما قلت في بداية هذا الحديث عن مساري العلمي الخاص، لا بد وأن أذكر اعتزازي وفخري بانتمائي إلى هذا التوجه الأخير في شعبته التي يمثلها الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن والذي تشهد مؤلفاته المتعددة على قدره وقيمته العلميين”[11].
ثانيا: الدكتور حمو النقاري في سطور
الأستاذ حمو النقاري من مواليد 25 يناير 1951 بمدينة سوق أربعاء الغرب، تابع دراسته الابتدائية والإعدادية بمدينة طنجة، واستأنف تكوينه العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط (سنوات الإجازة والسلك الثالث والدكتوراه)، وقد التحق بالكلية أستاذا محاضرا وباحثا في الوقت نفسه وعمره آنذاك لا يتجاوز 27 سنة، أي عام 1978 تقريبا، وهو حاصل على جائزة المغرب الكبرى للكتاب سنة 1991م.
تعرَّف على أستاذه طه عبد الرحمن في جامعة محمد الخامس في بداية السبعينات من القرن العشرين، وتأثر بجديته واجتهاده، وبفضل نجابته في التكوين والبحث اطلع على منهجيات علم المنطق المعاصر من خلال اهتمامات أستاذه، معترفا بأن ما وجده عنده على المستويين المنهجي والمعرفي لم يجده حتى في الجامعات الفرنسية التي تدرس المنطق آنذاك. ويقول عن هذه التلمذة “فتحت أمامي آفاق معرفية وعلمية ولغوية، فكانت مناسبة لبروز جملة من الإشكالات النظرية في ذهني، وأنا آنذاك طالب في شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. هذه الإشكالات النظرية هي التي ستتحكم فيما بعد في اختياراتي لمواضيع البحث والنظر في مواضيع ستكون محطات نظرية لتحضير شهادة أكاديمية في المستقبل”[12].
أُحيل الأستاذ النقاري على التقاعد يوم 25 يناير 2016، وغادر وظيفة التدريس رسميا بالجامعة التي قضى فيها 38 سنة من العطاء العلمي في حقول المنطق وفلسفته، ليستأنف مسيرة البحث والتأليف والعطاء في الفلسفة والمنطق، وفلسفة المنطق[13].
فما هي ثمار هذه التجربة المتفردة في الساحة الجامعية اليوم؟
من درس أو طالع مكتوبات الأستاذ النقاري يكتشف الجهود العلمية والفكرية النوعية المتصلة بالمنطق والفلسفة من خلال مؤلفاته التي فاقت 15 مؤلفا نفيسا، بالإضافة إلى مؤلفات مشتركة مثل كتاب “الحجاج طبيعته ومجالاته ووظائفه” (2006)، ومقالات علمية منشورة في مجلات علمية (مثل مجلة كلية الآداب بالرباط)،هذه المؤلفات تستشكل قضايا منطقية وفلسفية دقيقة، وتنتقل بين تجديد النظر في تاريخ علم المنطق وأقضياته وبين معانقة الإشكالات المنطقية المعاصرة، لتنفتح على آفاق واعدة في الدرس المنطقي في المغرب وخارجه. ويتبين ذلك جليا من أبحاثه المنشورة في المنطق[14]، والتي منها:
- المنهجية الأصولية والمنطق اليوناني من خلال أبي حامد الغزالي وتقي الدين ابن تيمية، مطبوعات ولادة، الدار البيضاء، ط1، 1991.
- المشترك المنسي، مطبعة الطوبريس، منشورات دفاتر المدرسة العليا للأساتذة، تطوان، ط1، 2000.
- منطق المدافعة العقدية، دار التنوير، القاهرة، ط1، 1990.
- نظرية العلم عند أبي نصر الفارابي، مطبعة رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2012م
- منطق تدبير الاختلاف من خلال أعمال طه عبد الرحمن، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، ط1، 2014م
- منطق الكلام من المنطق الجدلي الفلسفي إلى المنطق الحجاجي الأصولي، ط1، 2006.
- المنطق في الثقافة الإسلامية، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط 1، 2013م.
- أبحاث في فلسفة المنطق، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط1، 2013م.
- في منطق بور رويال، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط1، 2013م
- معجم مفاهيم علم الكلام المنهجية، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2016
- روح التفلسف، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2017
- روح المنهج، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2018
- المفاهيم الفلسفية الغربية، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2019
- ابن تيمية المنطقي أو منطق الرد على المنطقيين، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط 1، 2021م
- فلسفة ابن تيمية المنطقية، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط 1، 2021م.
ثالثا: اشتغاله بالمنطق القديم
ويمكننا إبراز اشتغال الأستاذ حمو من خلال مثالين من اشتغاله بالمنطق القديم، ومثالين آخرين من اشتغاله بالمنطق المعاصر، من الأول نأخذ عمله الأخير على منطق وفلسفة المنطق عند ابن تيمية، ومن الثاني نأخذ اشتغاله بمنطق بول رويال والتوجهات المنطقية المعاصرة.
المنطق في الثقافة الإسلامية العربية:
كتاب: “المنطق في الثقافة الإسلامية”[15]، جاء مُوزعا على مقدمة عامة وثمانية فصول، رُتبت عناوينها كالآتي: كونية “المعلوم” ومحليَّته عند أبي نصر الفارابي ومفهوم الفلسفة الرابعة”؛ مجلس المناظرة كمؤسسة للفحص العلميّ في الحضارة الإسلامية العربية؛ حول علاقة المنطق بعلم الأصول عند ابن رشد؛ من أجل منطق لعلم الكلام؛ الاستدلال في علم الكلام: “الاستدلال بالشاهد على الغائب” نموذجاً؛ اللعب النظري بالقياس: منهج أبي الحَجّاج يوسف الـمُكلاتي في الرد على الفلاسفة في علم الأصول؛ حِكَمِيّة النظر الخلدوني في العمران البشري ومنطقيته؛ المنطق والتصوف: “نظرية الحق” في فكر ابن البنّا المراكشي؛ وأخيراً، التديّن بين الانتطاق المنطقي والاتصاف الصوفي: حالة ابن عربي. وجاء العمل في 200 صفحة.
والكتاب يجيب عن جملة من الأسئلة من قبيل: كيف يكون تأثيل الحكمة وتَبئيتها وترويجها بين الجمهور؟ كيف فهمت المناظرة في الفلسفة؟ كيف قَلّلَ بغض الفلاسفة من قيمة علم أصول الفقه العقلانية؟ كيف يمكن التنظير منطقياً لعلم الكلام؟ كيف يكون إثبات حُجية الاستدلال بالشاهد على الغائب؟ كيف يُفضي التناظر بالنظرية القياسية إلى جعله لعباً نظرياً؟ إلى أين تتجلى الطبيعة المنطقية لعلم العمران؟ كيف يمكن استثمار المنطق في دراسة التصوف من خلال تدبر مفهوم الحق؟ وأخيراً، كيف يمكن استثمار المنطق في دراسة التصوف من خلال تدبر مفهوم علو الهمة؟
فلسفة المنطق عند ابن تيمية:
في كتابه “ابن تيمية المنطقي أو منطق الرد على المنطقيين” انتقى نصوص ابن تيمية المنطقية من كتاب “الرد على المنطقيين”، وصنفها وفق منهجية دقيقة، ورتبه في ثلاث عنوانات كبرى:
أولا: المبادئ العامة الموجهة لكلام ابن تيمية في المنطق اليوناني، وتحته العنوانات الآتية: “بنية المنطق وأجزاؤه واصطلاحاته”، “توجه لا صوري في الرد على المنطق الصوري”، “الرسالات النبوية صادقة مضموناً وصحيحة منهجاً”، “في كون المنطق اليوناني ميزاناً للعلوم”، “في العلم الإلهي” [ص 17 ــ ص 64]
ثانيا: المبادئ الموجهة لكلام ابن تيمية في “نظرية التدليل المنطقية”، وتحته العنوانات الآتية: “حقيقة الاستدلال”، “مفهوم الدليل”، “التوسط بالدليل والاحتياج إليه”، “النظر الاستدلالي بالآيات”، “البنيات القياسية الصورية والتكافؤ بينها”. [ص 65 ــ ص 124].
ثالثا: المبادئ الموجهة لكلام ابن تيمية في “نظرية التعريف المنطقية”، وتحته العنوانات الآتية: “الطابع التحكمي المحض لما اشترط منطقياً في صحة التحديد”، “الطابع الدوري والقبلي للتعليم المنطقية في التحديد”، “وجوه إثبات استغناء تصور المفاهيم النظرية عن مراعاة شروط التحديد المنطقي لها”، “المقاربة الإسمية في التنظير لأفعال التحديد”. [ص 125 ــ ص 184].
وقد جاء الكتاب ليفصل القول في ثلاثة موضوعات؛ أولا: تعريف المنطق، والحاجة إلى قراءة ابن تيمية من خلال المنطق المعاصر، ثانيا: المقروء المنطقي التّيمي (كتاب الشمسية، وكتاب المعتبر في الحكمة لابن ملكا البغدادي، وكتب الفارابي)، وثالثا: اجتهادات ابن تيمية المنطقية.
من اليمين: أحمد الفراك-حمو النقاري-محمد أديوان-عباس الرحيلة- طه عبد الرحمن- عبد الجليل هنوش.
في مؤتمر دولي بمدينة مراكش سنة 2015م
رابعا: اشتغاله بالمنطق المعاصر
دروس التفكير النقدي[16]
في بحر دراستنا وتكويننا في السلك الثالث في شعبة الفلسفة، وبالضبط بالدراسات العليا في وحدة “مناهج المنطق وتطبيقاتها في العلوم“، اطلعنا مع الأستاذ النقاري على أغلب المدارس المنطقية القديمة منها والمعاصرة، ومن هذه الأخيرة تعرفنا ولأول مرة في تاريخ الجامعة المغربية[17]على جملة مباحث منطقية مخصوصة، نذكر منها تخصصا منطقيا معاصرا غايته إقدار المتعلم على ممارسة الفحص والانتقاد، أي تمكين الطالب من اكتساب جملة من المهارات والقدرات تجعله عارفا ببيئة التدليل وقواعده ومتمكنا من التفاعل مع ما يعرض عليه من عروض تكتسي صبغة تدليلية.
هذا المبحث أو قل هذا الاجتهاد المنطقي المعاصر الذي طور النظر المنطقي وخلَّصه من قيود المنطق التقليدي وحدوده -مشككا في ملاءمته وصورنته وكفايته التدليلية[18]– هو ما عرفناه مع الأستاذ النقاري بعنوان “الفكر النقدي”، وتعرفنا على أعلامه ومسائله وقضاياهالمعاصرة، إلى جانب مباحث منطقية أخرى مثل منطق المفارقات ومنطق تقويم الأدلة والمنطق التطبيقي…
بعدما اطلعنا في السنة الأولى من التكوين على منطق الحوار بوصفه مقدمة للفكر النقدي، وخاصة مسألة الاعتراض على الأدلة بوجهيها الجدلي والتناظري، وتعرفنا على نسقيها الاستنباطي والاستقرائي، انتقلنا في السنة الموالية (1998-1999) إلى التفكير النقدي الذيهو أرقى ضروب المخاطبة العاقلة، بتركيزه على عمليات التدليل (مكوناته وبنيته) في سياقه الطبيعي والواقعي والتواصلي، وهو ما يشترك فيه مع المنطق الطبيعي. بعد حصول الشك في قدرة المنطق الصوري على تقديم نماذج للتفكير تلائم الاحتجاجات الطبيعية وما تتطلبه من تقويم واعتراض نظرا لعجزه عن استيعاب اللغة الطبيعية.
بتعلم التفكير النقدي يتعلم المدلِّل جودة النظر أو قل: جودة التعقل في كيفيات التدليل (نصب الأدلة وتبين قوة الأدلة في الإسناد وفي الملاءمة للمسنَد، وتهيؤ المدلِّل لتقديم الدليل أو الإقلاع عن الاعتقاد…) وكيفيات التعامل مع الخطاب التدليلي، فيمتلك قدرات تعاملية تدليلية تُنجِح تحاوره وتحاججه مع المستقبِل لتدليله، بحيث يصير المدلِّل متمكنا من فحص الاحتجاجات الموجهة إليه ومعالجتها وكشف طبيعة تدليلها وقصود أصحابها.
والغرض من تعليم المنطق عند أصحاب هذا التوجه هو “إثبات مجموعة من القدرات والاستعدادات والتهيؤات التي تعد مفيدة في التحليل النقدي في قضايا الشأن العام وليس فقط في القضايا النظرية والقضايا التقنية المنتمية لتخصصات معرفية محددة.”[19]، فيتسع علم المنطق ليس فقط لقوانين اللزوم وما يتصل بها من تقنين لفعل تقديم الأدلة لإثبات مدلول ما أو لإبطاله، بل لتوجهات جديدة تهتم بمنطق المفارقات والمنطق الطبيعي ومنطق الشبه أو المنطق الغامض والخطابة الجديدة…الخ
لا شك أنه بإتقان استعمال تلك المهارات الفحصية والنقدية المخصوصة نتمكن من تجويد قدرة العقل الاحتجاجية التدليلية، سواء في اتجاه إثبات دعوى معينة أو في اتجاه إبطالها، ناهيك عن فوائد هذا التفكير التربوية والبيداغوجية والأندراغوجية في مختلف أسلاك ومؤسسات التربية والتعليم والتكوين، بعيدا عن أنماط التفكير السفلى من قبيل التفكير السفسطي والتفكير العاطفي والتفكير الإديولوجي. فعندما يسعى المخاِطب أو المدلِّلُ إلى نيل مراده أو تقويم هذه الإرادة، فهو مُعرَّض للاعتراض عليه وطلب إثبات صحة ما يدَّعيه من طرف المخاطَب بالتدليل، فيكون آنذاك مؤمنا بنسبية قوله وإمكان رد دعواه من غيره، وعدم ادعائه الصدق المطلق في أقواله، أي أنه يستحضر دوما بأنه في حاجةٍ إلى تصحيح غلطه إن غلط وقبول نتائج الاعتراض عليه إن ظهرت صحة تدليل خصمه أو بان تهافت تدليله هو.
2 –منطق بول رويال: دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط 1، 2013م
حيث اعتمد النقاري في هذا الكتاب على كتاب الفيلسوفة والمنطقية بول رويال “المنطق أو فن التفكير”، وجماعتها التي تسمى جماعة بور رويال، والتي تُمثّل حلقة من حلقات ردّ المنطق الأرسطي ونقضه في الفكر المسيحي من جهة وخطوة من الخطوات الممهِّدة لوضع قواعد المنطقين الطبيعي والحِجَاجي المعاصرين من جهة أخرى.
اشتغلت مدرسة بور رويال (ق17م) في مجال الاستدلال وفي مجال علم النفس، وجددت النظر فيما يتعلق بسوء النظر والتناظر ووجوه الغلط والتغليط فيهما،حيث ينصب اهتمامها على الجواب عن أسئلة دقيقة، مثل: كيف يُتبيَّنُ المجهول؟ كيف ننتقل من المعلوم إلى غير المعلوم؟ وقبل ذلك كيف نتحقق من علمية المعلوم؟ كيف ننظر وكيف نتفاعل على مستوى النظر ونتناظر عرضا واعتراضا؟ ومتى يكون نظرنا جيداً ومتى يكون رديئاً؟
ويتوخَّى الكتاب الأستاذ النقاري تقريب أجوبة المدرسة على هذه الأسئلة وغيرها، ويُظهر الوقوف على التحرير البور رويالي لمعايير جودة النظر ورداءته، إن في التبين والإبانة أو في العرض والاعتراض…
خاتمة
نخلص في النهاية إلى أن الأستاذ النقاري بذل جهدا كبيرا في تقريب المنطق ومدارسه ونقل إشكالاته ومسائله وقضاياه إلى جيلٍ بكامله في الجامعة المغربية خصوصا والعربية على وجه العموم، تقريباً واعياً بضوابط التقريب وواجبات التعليم، فكان بحق أنموذجا للأستاذ المجد الذي يرقى بنظره إلى التدليل العقلي عندما يهوي الناس في الدعاوى الفكرانية والسفسطية، وهو يحاول باستمرار الاشتغال بعمق وبعيدا عن الأضواء.
وفي الأخير لا أظن أنني استوفيت الموضوع حقه من خلال هذه الكلمات، فالدرس المنطقي في المغرب أوسع مما قيل، والأستاذ النقاري أكبر مما ذُكر، فهو -كما يعرفه الوسط الجامعي أساتذة وطلبة-الزاهد فيها الملتفت عنها، وإنما يُعلِم عنه عِلمه وسيرته، ونحن علينا الاعتراف والتعريف بفضل من سبق وعلمه. وسأعود إلى الموضوع حقا لتوسيعه وإتمامه إن شاء الله.
مصادر ومراجع
زَهري، خالد. وبوكاري، عبد المجيد. فهرس الكتب المخطوطة في الحكمة والمنطق، مراجعة أحمد شوقي بينبين، منشورات الخزانة الحسنية، الرباط، ط1، 1432ه/2011م
طه، عبد الرحمن. الحوار أفقا للفكر، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، ط1، 2013م
طه، عبد الرحمن. اللسان والميزان أو التكوثر العقلي، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط 1، 1998م
اليوسي، الحسن. نفائس الدرر في حواشي المختصر، تحقيق محمد يايا وأحمد الفراك، دار إقدام للنشر والتوزيع، إسطنبول، ط 1، 2023م
النقاري، حمو. أبحاث في فلسفة المنطق، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط1، 2013م
النقاري، حمو. المنطق في الثقافة الإسلامية، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط 1، 2013
النقاري، حمو. منطق الكلام من المنطق الجدلي الفلسفي إلى المنطق الحجاجي الأصولي، ط1، 2006م.
النقاري، حمو. في منطق بور رويال، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط 1، 2013
النقاري، حمو. روح التفلسف، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2017
النقاري، حمو. روح المنهج، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2018
النقاري، حمو. المفاهيم الفلسفية الغربية، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2019
النقاري، حمو. ابن تيمية المنطقي أو منطق الرد على المنطقيين، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط 1، 2021م
النقاري، حمو. فلسفة ابن تيمية المنطقية، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط 1، 2021م.
النقاري، حمو. معجم مفاهيم علم الكلام المنهجية، المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت، ط1، 2016م
النقاري، حمو. المشترك المنسي، مطبعة الطوبريس، منشورات دفاتر المدرسة العليا للأساتذة، تطوان، ط1، 2000م.
النقاري، حمو. المنهجية الأصولية والمنطق اليوناني من خلال أبي حامد الغزالي وتقي الدين ابن تيمية، مطبوعات ولادة، الدار البيضاء، ط1، 1991م.
النقاري، حمو. منطق المدافعة العقدية، دار التنوير، القاهرة، ط1، 1990م.
النقاري، حمو. نظرية العلم عند أبي نصر الفارابي، مطبعة رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2012م
النقاري، حمو. منطق تدبير الاختلاف من خلال أعمال طه عبد الرحمن، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، ط1، 2014م
النقاري، حمو. محاضرة للأستاذ النقاري لفائدة طلبة السلك الثالث، كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، الرباط، يوم 06 فبراير 1999م.
ريشر، نيكولا. تطور المنطق العربي، ترجمة محمد مهران، دار المعارف، ط 1، 1985م.
فاخوري، عادل. منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 1980.
الفراك، أحمد. “حمو النقاري ومنهجية التفكير النقدي في الجامعة المغربية”، مجلة أفكار، المغرب، عدد 10، 2017م
الفراك، أحمد. آليات التقريب التداولي وتشغيل المنطق في الفكر الإسلامي العربي القديم، عالم الكتب الحديث، الأردن، ط 1، 2018م
[1]– رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بكلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي، تطوان.
[2] – زَهري، خالد. وبوكاري، عبد المجيد. فهرس الكتب المخطوطة في الحكمة والمنطق، مراجعة أحمد شوقي بينبين، منشورات الخزانة الحسنية، الرباط، ط1، 1432ه/2011م
[3] – انظر على سبيل المثال: اليوسي، الحسن. نفائس الدرر، تحقيق محمد يايا وأحمد الفراك، دار إقدام للنشر والتوزيع، إسطنبول، ط 1، 2023م
[4]– نيكولا ريشر في كتابه “تطور عند العرب” يعرض قائمة بأسماء الناطقة العرب منذ الفارابي حتى الأخضري، أي منذ القرن 9 م حتى القرن 16 م، دون أن يذكر من بينهم ولو منطقيا واحدا من المغرب الأقصى. تحتوي قائمته هذه على 166 منطقيا عربيا إسلاميا من بينهم 14 مفكرا أندلسيا كتبوا في المنطق ومفكرا واحدا من المغرب الأدنى وهو ابن خلدون وأربعة مفكرين من المغرب الأوسط، أي الجزائر الحالية وهم: محمد بن أحمد التلمساني (1379م) ومحمد بن مرزوق العجيسي التلمساني (1438م) وأبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (1488) وأبو زيد عبد الرحمان بن محمد الأخضري (1575م). نيكولا ريشر، تطور المنطق العربي، ترجمة محمد مهران، دار المعارف، ط 1، 1985، صدر الأصل الإنجليزي سنة 1964م تحت عنوان: The Development of ArabicLogic.
[5]– فاخوري، عادل. منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1980م. حيث لا يحيل عادل فاخوري على أي منطقي مغربي، واعتبر السنوسي والأخضري وأمثالهم مجرد شُراح ولا أصالة لهم.
[6] – من الأنشطة الثقافية المتميزة التي تناولت موضوع الدرس المنطقي في الجامعة المغربية، اليوم الدراسي الذي تشرفت بحضوره، والذي نظمته الجمعية المغربيّة لتاريخ العلوم بتعاون مع كلّية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تحت عنوان: الدراسات المنطقيّة في الجامعة المغربيّة اليوم، وذلك يوم 16 ماي 2015 بقاعة محمد المنوني بكلية الآداب والعلوم الإنسانية،جامعة محمد الخامس بالرباط. تنسيق فؤاد بن أحمد وسعيد البوسكلاوي. وقد غاب الأستاذ النقاري عن الحضور رغم ورود اسمه في البرنامج.
[7]– طه، عبد الرحمن. الحوار أفقا للفكر، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، ط1، 2013، ص 17-18
[8] – طه، عبد الرحمن. اللسان والميزان أو التكوثر العقلي، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط 1، 1998م، ص 13
[9]– ولد جمال الدين العلوي رحمه الله بفاس سنة 1945، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة سنة 1974، واشتغل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس إلى أن توفي عام 1992، وقد التحق الراحل باتحاد كتاب المغرب سنة 1976 كما ترأس هيئة تحرير مجلة كلية الآداب بفاس، من مؤلفاته: رسائل فلسفية: مقالات في المنطق لأبي الوليد بن رشد، مؤلفات ابن باجة، تلخيص السماء والعالم، رسائل فلسفية لأبي بكر بن باجة، المتن الرشدي: مدخل لقراءة جديدة…
[10]– باحث وأكاديمي مغربي، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السربون. عمل باحثا بالمركز الوطني للبحث العلمي، باريس. متخصص في دراسة الترجمات العربية القديمة لأورغانون أرسطو وخاصة في مصير هذه النقول عند فلاسفة الغرب الإسلامي. من مؤلفاته: “المنطق الأرسطي والنحو العربي”، و”برهان الدليل عند ابن رشد”.
[11] – النقاري، حمو. “عالم المنطق حمو النقاري متحدثا في قضايا التراث والمنهج والتصوف”، حوار مع حمو النقاري، موقع “الإسلام في المغرب”، حاوره الباحث محمد البغوري، بتاريخ: 05 آذار/مارس 2014م، وتمت زيارته يوم 22 مارس 2020.
[12]– المرجع نفسه.
[13]– “فلسفة المنطق هي المجال الذي يمارس فيه التفلسف استشكالا واستدلالا انطلاقا من مواد علم المنطق ومحتوياته، مفاهيم وتصورات أو أحكاما وتقريرات”، انظر: النقاري، حمو. أبحاث في فلسفة المنطق، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط1، 2013م
[14]– للأستاذ النقاري بحوث منطقية قيمة في طريقها إلى النشر، ولا شك أنها ستثري المكتبة المنطقية المعاصرة.
[15]– النقاري، حمو. المنطق في الثقافة الإسلامية، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ط 1، 2013م
[16] – جزء من هذه المادة سبق أن شاركتُ به في أعمال العدد 10 من مجلة أفكار، سنة 2016م، والذي خصص لموضوع “مطارحات منطقية في الفلسفة المغربية المعاصرة: حمو النقاري أنموذجا”، وقد نسق العدد الصديق منتصر حمادة.
[17]– حاولنا مرارا البحث في المكتبة العربية عموما والمغربية خصوصا وفي الجامعات ومقررات الفلسفة فلم نعثر على أثر لهذا التخصص الذي انتُبه إليه فيما بعد وعُد من صميم البحث في المنطق وتاريخ العلوم والفلسفة التطبيقية.
[18]– عالم الرياضيات غير قادر على دراسة تدليل وتفاعل حجاجي علمي أو عادي، لأن هذا الأخير يقوم على وجود ذوات ولغة طبيعية تتواصل بها هذه الذوات. انظر: منطق الكلام من المنطق الجدلي الفلسفي إلى المنطق الحجاجي الأصولي، ط1، 2006، ص: 459
[19]– مقتطف من محاضرة للأستاذ النقاري لفائدة طلبة السلك الثالث يوم 06 فبراير 1999، وقد كنتُ ضمن طلبة هذا الفوج الوحيد.
Post a Comment