نظم مركز كارلوس كيروس للدراسات
الاسبانية المغربية يومه الجمعة 28 فبراير
2025 على الساعة 16:30 لقاء علمياً حول كتاب دراسات كيروسية نسبة للمفكر الإسباني
الأب كارلوس كيروس ، وذلك بمركز إكليل التابع للاعمال الاجتماعية لأسرة التعليم
وذلك بمشاركة الأساتذة : الدكتور محمد بلال أشمل والدكتور الحسان شهيد والدكتور
خالد زهري الأساتذة بكلية أصول الدين بتطوان و بتسيير من الدكتورة زينب المرواني ،الكتاب يتناول ثلاث دراسات محورية حول الأشعرية والجهاد
والأحباس، حيث أطِّرَت جميعها - بحسب تصدير الكتاب - بعمل الأب كارلوس كيروس رودريغيث
(1884-1960) وإسهاماته الفكرية والثقافية التي أثرت المشهدين المغربي والإسباني في
مدينة تطوان، ويهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على هذا العمل وإبراز دوره في الحراك
الثقافي والتاريخي بالمنطقة.
يقع المؤلف،
الذي صدر في بداية شهر دجنبر الجاري، في 155 صفحة من القطع المتوسط، ويضم
بيبليوغرافيا شاملة تتنوع بين مصادر عربية وأجنبية، بالإضافة إلى الاعتماد على
الأرشيف الخاص بمؤلف "نظم الفقه الإسلامي"
وتشكل هذه
الدراسة إضافة علمية جديدة تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي بين المغرب وإسبانيا،
وتسليط الضوء على أبعاد التفاعل الحضاري بينهما، كما لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن
ما كتبه كارلوس كله مخطوطات ، طبع منه الشيء اليسير باللغة الاسبانية ، وقد بحثت
عن أثره في الأنترنيت فلم أجد شيء يشفي الغليل إلا ما ندر ،
بعد الترحيب والتقديم للأستاذة زينب المرواني مسيرة اللقاء الثقافي ،
أخذ الكلمة الأستاذ خالد
زهري وفصل القول في مصطلحات الأنا والآخر والغير لما لها من ارتباط بالدراسات
الإستشراقية ونظرة الأخر لنا ، لفهم مضمون ما كتبه كارلوس كيروس ونظرته على
المجتمع الإسلامي عموما والمجتمع التطواني خصوصا لبقائه سبعة وعشرون سنة بتطوان
كعقيد في سلاح الجو الإسباني زمن الحماية ، فالآخر هي نظرة الند للند العادلة
والغير هي النظرة الدونية لللآخر ، وهنا يجب التفرقة بين الإستشراق الإيديولوجي
الحامل لإيديولوجية ما في نقده للآخر ، والاستشراق الموضوعي ، وهنا يطرح التساؤل
هل التزامات كارلوس العسكرية لم تكن لها دور في التأثير على دراساته الكيروسية ،
ثم أخذ
الكلمة بعد ذلك الأستاذ الحسان شهيد ، وأشار إلى أن الاستاذ محمد بلال أشمل لم يكن
فقط ناقلا لمخطوطة فقط وإن كان إخراجها
للعلن من أنبل مهام الباحث المدقق ، بل عارضها بالنقد والتحليل ، مثل ما صرح به
كارلوس إلى كون الامام مالك هو مؤسس الفقه المالكي في حين ، عارضه الاستاذ أشمل في
ذلك إلى كونه مؤسس مبادئ هذا الفقه ، أما من بنوا وسهروا على مخرجاته هم الفقهاء
اللذين أتوا بعده ،وقد أشار الأستاذ شهيد جوابا على تساؤل الأستاذ خالد زهري إلى
أن كارلوس كان متحيزا شيئا ما وغير منصف في كتاباته الأشعرية بوصفه رجل دين مسيحي
،
بعد ذلك
أعطيت الكلمة للأستاذ محمد بلال أشمل وأشاد بتغطية نادي الاعلام والتواصل لمسلك
التواصل الثقافي والحضاري وأشاد بعمل كارلوس وأنه كان منصفا وعاشقا للغة العربية ،
إلى حد نظمه للشعر العربي باللغة العربية ،
بعد ذلك
كانت هناك بعض الأسئلة من طرف الحضور التي أجاب عنها الأساتذة الكرام ، واختتم
اللقاء العلمي في جو يسوده الشغف والتطلع إلى المعرفة وتشجيع العمل الثقافي في
تطوان العامرة وفي كليتنا العالمة .
إرسال تعليق