ورشة تكوينية في كيفية التعامل مع الكتاب المخطوط بكلية أصول الدين – تطوان

 

تقرير الباحثة: مريم المرواني

في إطار الأنشطة العلمية والثقافية التي دأبت كلية أصولا لدين-بتطوان- على تنظيمها، وحرصًا منها على تعزيز معارف الطلبة والباحثين في مجال التراث المخطوط، احتضنت الكلية يومه الخميس 10 أبريل 2025 ورشةً تكوينية بعنوان “كيفية التعامل مع الكتاب المخطوط: دراسة، وصيانة، وترميماً”، وذلك بتنظيم مشترك بين شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة، وفريق البحث في الفكر الكلامي والفلسفي بالمغرب والأندلس، ونادي طلبة الدكتوراه للبحث والتكوين، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور خالد زهري، منسق الورشة.

انطلقت فعاليات الورشة في تمام الساعة 10:30 صباحاً بقاعة الندوات والمؤتمرات،بكلمة افتتاحية ألقاها نائب العميد الدكتور محمد علا، تلتها كلمات كل من الدكتور الزبير درغازي، رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة، والدكتور سعيد بدهان نيابة عن الدكتور أحمد الفراك، منسق فريق البحث في الفكر الكلامي والفلسفي، والدكتور خالد زهري منسق الورشة، واختُتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة للطالب الباحث بلال بكور،منسق نادي طلبة الدكتوراه.

تميز برنامج الورشة بأربع مداخلات علمية متكاملة. افتتح الدكتور عبد المجيد خيالي، الباحث بالخزانة الملكية بالرباط، اللقاء بعرض تناول فيه المعالم الأثرية للكتاب المخطوط، معرفًا بأهم مكوناته ومميزاته الكوديكولوجية. أعقبه الدكتور إدريس البوعناني، من الخزانة الملكية أيضًا، الذي ركز على أهم التقنيات المعتمدة في صيانة وترميم المخطوطات.

ومن داخل الكلية ساهم الدكتور خالد زهري بمداخلة موسومة بـ”توارد الصيانة والجمال في الكتاب العربي المخطوط”، تناول فيها تلاقي البعد الوظيفي بالصيانة مع البعد الجمالي في تصاميم المخطوط العربي، مبرزًا أن الاعتناء بالمخطوط لم يكن فنيًا فحسب، بل كان تعبيرًا عن رؤية حضارية متكاملة. ثم خُتمت هذه الورشة العلمية بمداخلة الطالبة الباحثة مريم المرواني، استعرضت فيها أهم الملاحظات الكوديكولوجية حول نسخة نادرة تم اكتشافها في خروم مخطوطات كلية أصول الدين، مشيرة إلى ظروف العثور عليها والجهود المبذولة في لمِّ شتاتها وتقييم قيمتها العلمية.

شهدت الورشة تفاعلًا مميزًا من طرف الحضور، خاصة من طلبة الدكتوراه والماستر، كما عرفت نقاشًا علميًا مثمرًا بعد العروض، أسهم في فتح آفاق بحثية جديدة وربط جسور التواصل بين الطلبة والباحثين.

وفي الختام، عبّر المنظمون عن امتنانهم العميق للمشاركين والمحاضرين والحضور، مؤكدين على أهمية هذه الورشات التكوينية في إذكاء الوعي بأهمية التراث المخطوط، وتحفيز البحث العلمي حوله، وتطوير آليات الاشتغال به بما يليق بمكانته في ذاكرة الأمة.

المصدر