قراءة في كتاب " المنهج النقدي ووظيفيته في توجيه الحوار الديني في كتابات المتهتدين إلى الإسلام من أهل الكتاب" للأستاذ الدكتور مصطفى بوجمعة

 

استجابةً لفكرة الحوار بين الأديان والثقافات، ودعماً لمبدأ الانفتاح على رؤى الآخر وتعزيزاً لقيم التفاهم المشترك، احتفى مركز أجيال ملتقى البحرين للدراسات وبناء القدرات التابع للرابطة المحمدية للعلماء بمدينة طنجة، يوم 5 مايو 2025 ، بكتاب "المنهج النقدي ووظيفيته في توجيه الحوار الديني في كتابات المهتدين إلى الإسلام من أهل الكتاب"، لمؤلفه الدكتور مصطفى بوجمعة ، أستاذ التعليم العالي ومتخصص في العقيدة والفكر وعلوم الأديان، ومنسق ماستر "الأديان والحوار الحضاري" بكلية أصول الدين بتطوان.

أبرز محاور اللقاء

افتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور محمد شهبون ، رئيس المركز، حيث قدّم ورقة علمية تناولت أهمية الكتاب والمحتفى به، كما سلط الضوء على دور المركز في تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم الفكرية والإبداعية، مشدداً على أهمية البحث المتواصل والتحلي بروح الابتكار.

شهد اللقاء عرضاً وتحليلاً معمقاً للقضايا والأفكار التي يناقشها الكتاب، حيث تمحورت المناقشات حول كتابات المهتدين إلى الإسلام من اليهود والنصارى، ومنهجهم النقدي في مراجعة دياناتهم السابقة دفاعاً عن الدين الجديد. تولّى تحليل هذه القضايا مجموعة من الأساتذة المتخصصين في العقيدة والفكر وعلوم الأديان ، مما أضفى على النقاشات عمقاً فكرياً بارزاً.

نقاشات وتوصيات

تميزت الجلسة بحوار ثري، حيث عبّر الحاضرون عن آرائهم وتساؤلاتهم حول مضمون الكتاب ومدى ارتباطه بالواقع المعاصر. وفي هذا السياق يسعى المؤلف من خلال كتابه إلى إعادة قراءة تراث المهتدين إلى الإسلام وإبراز دورهم في توجيه الحوار الديني، مما أثار نقاشات حول أهمية استحضار هذه الكتابات في الفكر الإسلامي الحديث.

وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور مصطفى بوجمعة على أهمية الحوار الديني ، داعياً إلى الانتقال من فكرة الجدال إلى المناظرة ، بحيث يصبح الحوار ممارسة حقيقية وليس مجرد تنظير. كما شدد على الحاجة إلى الانتقال من "قيم الحوار" إلى "حوار القيم" ، باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو ترسيخ أسس التفاهم والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة.

تقرير: الأستاذة هاجر العلوي