يتّسم العالم البشري بتنوّع ثقافي هائل، غير أنّ ثمّة قاسمًا مشتركًا يجمع بين جميع البشر، وهو وحدة الطابع الإنساني. ينطلق هذا الكتاب من هذا الأساس، ساعيًا إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة الجوهرية من خلال دراسة أنثروبولوجية معمّقة لطبيعة الاجتماع البشري، ومقومات الروح الاجتماعية التي تميّز المجتمعات الإنسانية، وما أفرزته من أنماط متنوّعة للعيش والتفكير والتعبير.
ترى هذه الدراسة أن الثقافة ليست مجرد انعكاس للحياة، بل هي استجابة إنسانية مبدعة لتحديات الوجود؛ إنها نمط من التفاعل والتكيّف يعكس قدرة الإنسان على تحويل محيطه ومعناه. فالثقافة، بهذا المعنى، ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية.
إن الوعي بقيمة الثقافة هو ما يمكّننا من بناء مجتمعات إنسانية أكثر وعيًا وإنصافًا، بدل الانخراط في مسارات عبثية تُهدر الطاقات وتغيب عن جوهر التجربة الإنسانية.
إرسال تعليق