تاريخ الجهمية والمعتزلة - جمال الدين القاسمي الدمشقي

تاريخ الجهمية والمعتزلة - جمال الدين القاسمي الدمشقي

"قد يظن أنَّا نريد الكلام على الجهمية والمعتزلة من جهة عقائدهم... كلا! وإنما القصد إلى تاريخهم وما شجر بينهم وبين غيرهم."

يهدف هذا الكتاب إلى تقديم رؤية تاريخية موسَّعة عن فرقتي الجهمية والمعتزلة، من حيث نشأتهما، مواقفهما الفكرية والسياسية، وأثرهما في الجدل العقدي والفكري في صدر الإسلام. يوضح القاسمي أن غايته ليست الدخول في نقاش عقدي حول صحة عقائدهما، بل تتبع مسارهما التاريخي ورصد مكانتهما بين الفرق الإسلامية، خاصة أنه لم يجد في عصره كتابًا جمع تاريخهما بصورة متكاملة.

أبرز المحاور

1. الدافع إلى التأليف

جاء اهتمام القاسمي بالموضوع عندما قرأ "كتاب التوحيد والرد على الجهمية" في صحيح البخاري، فوجد أن شروح الشراح موجزة ولم تُعطِ حقّهما.

أراد سدَّ هذه الثغرة بتتبع تاريخ هاتين الفرقتين وجمع أخبارهما من مظانّها.

2. الجهمية: النشأة والمواقف

نسبت إلى جهم بن صفوان الذي دعا إلى تأويل النصوص وإعمال العقل في مسائل الصفات.

اتسمت مواقف بعض أتباعها بالجرأة السياسية، حيث وقفوا ضد بني أمية وأنكروا مظالمهم.

مثّلت في بداياتها نزعة عقلية راديكالية، أثارت مخاوف السلطة وأهل الحديث.

3. المعتزلة: الامتداد الفكري للجهمية

ارتبطت بالمبدأ العقلي في تفسير النصوص وتقديم التأويل على ظاهر الرواية.

تلاقت مع الجهمية في كثير من القضايا العقدية، لا سيما في نفي الصفات وتجريد التوحيد.

عُرفت بتطوير منهج المناظرة والجدل العقلي، فكان لها أثر كبير في الفكر الكلامي الإسلامي.

4. الأثر العلمي والجدلي

ساهمت الفرقتان في فتح باب النظر العقلي والتأويل داخل الحضارة الإسلامية.

شكّلتا تحديًا كبيرًا للاتجاه النقلي التقليدي، مما ولّد جدلًا واسعًا بين العلماء والمتكلمين.

كان لهما أثر واضح في إثارة النقاشات حول صفات الله، القضاء والقدر، ومسائل الحرية الإنسانية.

5. موقف القاسمي

يوضح أنه لا يسعى إلى محاكمة الفرقتين من منظور عقدي، فهذا قد كُتب فيه الكثير.

غايته تسجيل الوقائع التاريخية والأخبار التي توضح مسار هاتين المدرستين، بعيدًا عن الانتصار أو الرد.

الخلاصة

كتاب "تاريخ الجهمية والمعتزلة" لجمال الدين القاسمي بحث تاريخي توثيقي يرصد نشأة هاتين الفرقتين، أدوارهما الفكرية والسياسية، وأثرهما في فتح باب العقل والتأويل في الفكر الإسلامي المبكر. يظهر القاسمي حذرًا من إصدار الأحكام العقدية، مكتفيًا بجمع المادة التاريخية التي تساعد القارئ على فهم مكانة الجهمية والمعتزلة في مسار الفكر الإسلامي. 

تحميل الكتاب