فلسفة الحضارة لألبرت أشفيتسر - ترجمة: د. عبد الرحمن بدوي

 

فلسفة الحضارة لألبرت أشفيتسر - ترجمة: د. عبد الرحمن بدوي

يرى ألبرت أشفيتسر أن الحضارة ليست مجرد تقدم مادي أو علمي، بل هي في جوهرها قضية أخلاقية. فبدون بعد أخلاقي يرشد هذا التقدم، فإن الحضارة تتحول إلى حركة فارغة أو حتى مدمّرة. ويؤكد أن الحضارة لا تزدهر إلا إذا تأسست على رؤية كونية متكاملة، توازن بين المعرفة والعمل، بين الفكر والضمير.

❖ أبرز المحاور:

1. الحضارة كمشكلة أخلاقية:

الحضارة الحقة ليست سلسلة من الاختراعات أو التنظيمات، بل هي قبل كل شيء اتجاه داخلي في الذهن الإنساني، وإرادة موجهة نحو الخير والحياة.

2. نقد التقدم التقني:

يرى أشفيتسر أن التقدم العلمي والصناعي يصبح بلا قيمة، بل خطراً، إذا لم يكن مصحوباً بنمو مماثل في الوعي الأخلاقي.

3. الرؤية الكونية الموحدة:

يربط أشفيتسر بين تطور الحضارة وتطور نظرة الإنسان إلى الكون، ويعتبر أن أي تقدم جزئي يفقد معناه إذا لم يُدمج ضمن تصور شامل للكون والوجود.

4. الاستمرارية الفلسفية للأخلاق:

يتتبع الكاتب المسار الأخلاقي في تاريخ الفلسفة، من الفلاسفة الإغريق والرومان، مرورًا بمفكرين من أمثال هايكل (Haeckel) وبرغسون، ليبيّن كيف ظلت الأسئلة الأخلاقية مركزية في بناء الحضارة.

5. الإنسان كفاعل أخلاقي:

يشدد أشفيتسر على أن الإنسان هو المحور الأخلاقي في الحضارة، وأن إرادة الحياة في خدمة الحياة تمثل الشعلة التي يجب أن تقود الفعل البشري.

"ليست الحضارة في وفرة الإنتاج، بل في جودة الإنسان."

"التقدم الذي لا يصحبه وعي أخلاقي، هو تقدم أعمى."

❖ خلاصة:

كتاب فلسفة الحضارة لأشفيتسر هو نداء فلسفي عميق لإعادة بناء الحضارة على أسس أخلاقية، تتجاوز المظاهر التقنية إلى جوهر الإنسان ككائن أخلاقي في كون متكامل. يرى أن الحضارة الحقة تتطلب توازنًا بين الفكر والعمل، بين التقدم والعقل الأخلاقي، وبين الفرد والكون

تحميل الكتاب